على الرغم من أنه يُعتقد أن رينيه ديكارت، الذي رمز بانتقال العصر الحديث من عصر النهضة إلى العلم الحديث، قد بدأ علم النفس الحديث بفضل إسهاماته في العلم وعلم النفس، إلا أننا نعترف بعام 1879 كبداية رسمية لعلم النفس، وذلك بتأسيس أول مختبر لعلم النفس التجريبي في لايبزيغ، ألمانيا، على يد فيلهلم فونت. هذا التطور التاريخي يُمكننا من التعرف أيضًا على أقدم فرع لعلم النفس، وهو القسم الفرعي لعلم النفس التجريبي.
علم النفس التجريبي، الذي يعتبر علم النفس كعلم طبيعي، يركز على جميع الآليات التي تكمن في أساس سلوك الإنسان والحيوان والعمليات المعرفية، وغالبًا ما تُجرى الأبحاث في هذا المجال تحت ظروف مختبرية محكمة. يحتوي علم النفس التجريبي على العديد من التخصصات الفرعية بسبب تنوع مواضيع الدراسة. من بين هذه التخصصات؛ علم النفس التعلمي الذي يهدف إلى دراسة آليات التعلم المسؤولة عن السلوكيات البسيطة والمعقدة للإنسان والحيوان؛ علم النفس المعرفي الذي يركز على العمليات العقلية العليا مثل التفكير والذاكرة والانتباه والتحليل وحل المشكلات واتخاذ القرارات واللغة؛ علم النفس الفيزيولوجي الذي يدرس العمليات الفسيولوجية التي تكمن وراء السلوك؛ علم الأعصاب المعرفي الذي يدرس العلاقة بين الدماغ والعمليات المعرفية باستخدام مختلف الاختبارات العصبية المعرفية أو أساليب التصوير الدماغي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)؛ بالإضافة إلى علم النفس التطوري الذي يعتمد على مساعدة علم النفس التجريبي وعلم الأحياء التطوري في دراسة طبيعة الإنسان والحيوان.
قسم علم نفس الدين والروحانية
يعتبر علم نفس الدين والروحانية فرعًا يبحث في ديناميات عالم الإيمان للأفراد وتأثير هذه العمليات على السلوك، والتي تحدث ضمن نطاق العالم الروحي. يدرس هذا القسم التغيرات التي تحدث في الاعتقادات الدينية، وأسباب التجارب الدينية، والعلاقة بين الدين والصحة النفسية، وغيرها من المواضيع ضمن نطاق علم نفس الدين والروحانية.
قسم علم نفس النمو والتطور
علم نفس النمو والتطور هو الدراسة للتغيرات المنتظمة والمتتابعة التي تحدث مع تقدم العمر، منذ الإخصاب حتى الموت، في الأبعاد الزمنية. قد ثبتت البحوث أن النمو والتغير يستمران في جميع مراحل الحياة، حتى ولو كانت بتغيير شكلي. لهذا السبب، تشمل مجالات دراسة علم نفس النمو والتطور لدينا ليس فقط مرحلة الطفولة، بل تشمل أيضًا فترات البلوغ، والشباب، والبلوغ، وكذلك مرحلة الشيخوخة. يقوم علماء النفس في هذا المجال بدراسة كيفية تأثير مختلف الظروف المحيطية والوراثية على السلوك في مختلف مراحل التطور، ومحاولة تحديد المبادئ ذات الصلة وتطوير النظريات التوضيحية.
علماء نفس النمو يدرسون الإنسان في أربعة مجالات رئيسية: النمو الجسدي، والتفكير، والنمو الاجتماعي-العاطفي، وتطور الشخصية. ولا تعمل هذه المجالات بشكل مستقل، فتغيير في أحدها يؤثر على الآخر ويتأثر به. وبالتالي، يجب التعامل مع التطور البشري كعملية متكاملة. علماء نفس النمو يواصلون أبحاثهم مع العلوم البيولوجية من جهة، ومع فروع علم النفس الأخرى من جهة أخرى، ويحافظون على علاقة وتفاعل وثيق معها.
علم نفس النمو والتطور هو مجال أساسي للدراسة والتطبيق في علم النفس، حيث شهد تطورًا سريعًا خلال الخمسين سنة الماضية. على الرغم من كونه مرتبطًا بتخصصات علم النفس الأخرى، بما في ذلك علم النفس الاجتماعي والعيادي والمعرفي، إلا أنه يعتبر أيضًا مجالًا تطبيقيًا بذاته. وبالإضافة إلى التأثيرات المهمة التي تعكسها البحوث والتطبيقات في هذا المجال على التخصصات الأخرى في علوم التربية والتعليم، والتربية الخاصة، وتدريس الصفوف، وصحة النفس، وتطوير الطفل، وغيرها.
قسم علم النفس الاجتماعي
علم النفس الاجتماعي هو الدراسة التي تهتم بتأثير الظروف الاجتماعية على الأفراد، وعمليات الفرد والمجموعات بينها، وسلوكيات الأفراد في السياقات الاجتماعية، والمشاعر، والمعتقدات، والعمليات النفسية الأخرى. وبناءً على ذلك، فإن بعض المواضيع التي يركز عليها قسم علم النفس الاجتماعي تشمل الأخلاق، والقيم، وعلم النفس السياسي، ودراسات اللغة، وتحليل الخطاب، وتحليل الخطاب.
يواصل قسمنا نشاطه بموجب إطار العمل لعلم النفس الاجتماعي الذي يأخذ بعين الاعتبار التطورات في المجال بالإضافة إلى التطورات الاجتماعية