حاز (مؤتمر القدس والمسجد الأقصى) الذي ينظّم لأوّل مرّة بالتعاون بين جامعة ماردين آرتوقلو وولاية ماردين وبلديّة ماردين الكبرى اهتمامًا كبيرًا. وقد شارك فيه نخبة من العلماء والأكاديميّين والمفكّرين الذين تناولوا موضوع القدس والمسجد الأقصى بعمق.
وكان الهدف منه لفت الأنظار إلى مدينة القدس التي استمرّت في قيادة الأمّة الإسلاميّة مدّة 1300 سنة باستثناء فترة الاحتلال الصليبيّ. وكذلك لفت الانتباه إلى المسجد الأقصى مسرى الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم. ولهذا شارك كثيرٌ من الباحثين والأكاديميّين والعلماء من مختلف البلدان ومن بينهم أكاديميّو جامعة ماردين بأبحاث علميّة وفكريّة في هذا المؤتمر الذي استمرّ لمدّة يومين.
وتمّ افتتاح المؤتمر في قاعة المؤتمرات في جامعة ماردين برئاسة البروفيسور الدكتور أحمد أغرقجا، ثمّ بدأت جلسات المؤتمر الذي عرض فيه كثير من العلماء المواطنين والأجانب مشاركاتهم في قاعات متعدّدة في نفس الوقت.
وقد حاز هذا المؤتمر اهتمامًا كبيرًا من قبل وسائل الإعلام والصحافة، وشارك فيه رئيس الأمور الدينيّة السابق البروفيسور محمّد كورماز، ورئيس جامعة نو شهير البروفيسور الدكتور مظهر باغلي، ومفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى السابق الشيخ عكرمة صبري، ورئيس مستشاري رئيس الوزراء البروفيسور الدكتور بكر قارلغا، ورئيس رابطة (برلمانيّين من أجل القدس) البشير جار الله، وغيرهم كثير من رجالات الفكر والعلماء المشهورين على الساحة المحليّة والدوليّة.
رئيس الأمور الدينيّة المتقاعد البروفيسور الدكتور محمّد كورماز قال: "القدس يقول لنا: أيّها المسلمون! لا يمكنكم الوصول إليّ بدون الوحدة، لن تشهدوا حرّيّتي بدون توحّدكم"، مؤكّدًا أنّ بعث الأمّة يكون من القدس. وأضاف: "في هذه الجغرافية لن تُفتح لنا أبواب القدس طالما أنّ المسلمين الموحِّدين لم يتوحّدوا بغضّ النظر عن لغاتهم وألوانهم وأعراقهم، أكرادًا أو عربًا أو أتراكًا أو غيرهم... عندما ننتسب إلى أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم نكون أمّة عزيزة ونحرّر قدسنا". وقال: "زوروا القدس لتنبّهوا أبناءكم على أهمّيّة القدس، فالقدس والمسجد الأقصى ينتظرنا، وإن لم تستطيعوا زيارته فأرسلوا إليه ضوءًا ينيره، وكونوا من أصحاب النور الذي يزيل سواد الظلم هناك" منبّهًا إلى وجوب زيارة القدس بشكل مستمرّ لكيلا ننساه.
وأمّا والي ماردين ورئيس بلديّتها الكبرى مصطفى يمان، والسيّدة جيداء بولنماز جانقري عضو المجلس النيابيّ عن ماردين، فقد أكّدا في الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر أنّ مدينة القدس هي المدينة التي امتزجت فيها الأخوّة والتسامح والسلام، وهي القبلة الأولى للمسلمين، وهي تحظى بمكانة رفيعة لدى جميع دول العالم، لافتَين إلى اهتمام الناس الكبير بالقدس والمسجد الأقصى. وقد امتلأت قاعة المؤتمر عن آخرها، بل إنّ كثيرًا من الناس لم يجدوا مكانًا لهم فاحتشدوا على أبواب القاعة، وبعضهم جلس على الأرض في قاعة المؤتمر.
ثمّ في الجلسة الافتتاحيّة للمؤتمر قال رئيس الجامعة البروفيسور الدكتور أحمد أغرقجا بأنّ مدينة القدس تعدّ مدينة مقدّسة في الأديان السماويّة الثلاثة الأخيرة، وتسمّى: بيت المقدس، والمدينة المقدّسة، والقدس، والقدس الشريف. ولذلك فهي تحظى بمكانة مرموقة، ولا يمكن أن نقبل أن نشاركها مع غيرنا. وفي مشاركته التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين قال الدكتور أحمد أغرقجا: "يجب أن نحرّر القدس في أقرب وقت، هذا هو واجبنا الأهمّ، ولن نستريح ولن نتمتّع في حياتنا نحن – مسلمي تركيا – طالما أنّ الفلسطينيّ يعاني ويقاوم ويتعرّض للتعذيب، ويُقتحم بيته ويُهدم فوق رأسه، والأطفال يبحثون عن ألعابهم وكتبهم بين الأنقاض، ويصمدون، ويعيش آباؤهم وأمّهاتهم في السجون، أو يتيتّمون، ويُجرّون من الأزقّة ويُرمون في سجون الصهاينة، ويُقتل الطفل محمّد الدرّة في حضن أبيه، ويُستشهد البطل أحمد ياسين على كرسيّه المتحرّك أثناء خروجه من المسجد... لذلك يجب أن لا نترك القدس تحت الاحتلال اليهوديّ إلى الأبد، بل يجب أن نكون متأهّبين لتحريره".
بعد ذلك تمّ سحب قرعة اختير فيها ثمانية عشر طالبًا لإرسالهم لزيارة القدس على نفقة بلديّة ماردين الكبرى. ثمّ اختُتِم مؤتمر (القدس والمسجد الأقصى) بجلسة تقييميّة شارك فيها رئيس جامعة ماردين البروفيسور الدكتور أحمد أغرقجا ومفتي القدس السابق البروفيسور الدكتور عكرمة صبري، ومستشار رئيس الوزراء بكر قارلغا، والبروفيسور الدكتور عمر فاروق هارمان، والدكتور سعود أبو محفوظ.
انقر هنا لقراءة المشاركة الافتتاحيّة لرئيس الجامعة